Friday, December 12

ما يحك ظهيرك إلا ظفيرك

وضعت رأسي على الوسادة و قلت في الصباح رباح سأجد من أشكو إليه و يحل لي 
مشكلتي باذن الله. " أو كما كنت أظن "و بس

و حل الصباح 

اتصلت بصديقتي ظنا مني انني ساجد الحل عندها ، إلا أنها  استقبلت المكالمة بالحديث عن  تفاصيل اسبوعها دون توقف. حاولت أن أجد اللحظة المناسبة لأخبرها عن ما يدور بخاطريي إلا أنه من دون جدوى ،  ظللت أومئ بكلماتي و أردد لنفسي "ركزي معاها الحين تالي قولي اللي اب بالج" إلا إنها استرسلت بالكلام دون توقف


في ظروف عادية أستطيع مقاطعة اي حوار بسهولة ، إلا أننا حين نريد طرح مشكلة نعاني منها  فنحن نتهيب حتى من حروف الكلمات التي ستخرج من أفواهنا ، فالحياة علمتنا أننا و في كل مشكلة نطرحها نحتاج أن نبرر كل أفكارنا و تصرفتنا للشخص قبل  أن يقرر أن يثني علينا بمساعدته لإيجاد حل، فقد اعتدنا على توجيه الإتهامات حتى و إن  لم تقع جريمة فنحن إما في حالة دفاع عن النفس أو في حالة هجوم و فقدنا فن الإنصات 

لمجرد الإنصات.

طال الاتصال الهاتفي و لم يعد هناك أمل لوجود ثغرة صمت تسمح لي بطرح مشكلتي فاستسلمت للحوار المطروح  من قبلها و شاركتها فيه " الشكوى لله بعد شنسوي " و بهذا أكون فشلت في أول محاولة لي لإيجاد مساعدة.

توجهت للعمل حيث أشارك مهامي مع كثير من الناس اللطيفة و الغير لطيفة ، إلا اننا في نهاية اليوم لسنا معنيين بمشاكل بعضنا الشخصية ، رغم إحتكاكنا اليومي بهؤلاء الناس إلا أن " خلط الحابل بالنابل" و نقل الحياة الشخصية الى الحياة المهنية قد ينجم بمشاكل نحن في غنا عنها و قد يؤدي خلط الأمور إلى فشلنا بكلتا الحياتين " دونت شيت وير يو 

ايت " لذا كان يجب دوما توخي الحذر في علاقات العمل 


قمت باخذ " بريك سريع " من العمل و قمت باتصال هاتفي آخر إلى صديقة اخرى، من كثرة كلامها لا أعتقد اني حتى القيت السلام عليها ، رددت لنفسي " ركزي معاها الحين تالي قولي اللي اب بالج" إلا إنه يبدو أن هذه المكالمة أفشل من التي سبقتها ففي هذه المكالمة لم أجد فرصة حتى للتكلم عن الجو و موضوع الجو عادة هو أضعف الإيمان لمن لا يحمل ادنى موضوع، استأذنت من المكالمة معللة استاذاني انه وقت " البريك" انتهى و علي العودة 
للعمل، و هكذا أكون فشلت في ثاني محاولة لي لإيجاد مساعدة

وصلت للمنزل و كانت امي باستقبالي و استهلت كلامها بإلزامي على الذهاب لمناسبة اجتماعية كنت قد اخبرتها قبلا أني غير ذاهبة لها ، مبررة تصرفي " ان المناسبات الاجتماعية امور خلقناها لنضيع وقتنا و نعطي أنفسنا شعور من الإنجاز الزائف" فإن كانت المناسبة لشخص قريب جدا منا فهي " شر لابد منه " اما من هم أبعد فهي مجرد مضيعة وقت على أمر لا يحمل حتى متعه في أداءه

ظلت أمي تتكلم و ظللت أنا أفكر " هل أمي شخص مناسب لأشارك معاها المشكلة " إلا أن ابتسامة سخرية ارتسمت في كل عقلي مدعمة ببعض أصوات القهقهة بمجرد أن طرحت هذه الفكرة. اخيرا استسلمت لرغبات أمي وذهبت للمناسبة الإجتماعية " و ريلي فوق راسي" لا نستطيع ان نعصي أمهاتنا." لأنهم راح ياكلون قلبنا لما نسوي اللي يبونا" .و هكذا ذهبنا للمشوار انا و مشكلتي

دخلت للمناسبة الاجتماعية و كانت " استقبال ولادة" و كأن البشرية تحتاج المزيد من  شعوبنا الفاشلة. كان هناك الكثير من النساء بمتفاوت الأعمار. مضحكة هذه المناسبات تشعرك انك تملك الكثير من الأصدقاء إلا أنهم في الحقيقة مجرد ناس تعرف عن  
مصممين فساتينهم أكثر مما تعرف عنهم

في هذه المناسبة ظللت ابحث عن شخص أستطيع أن اطرح له مشكلتي ، بما أننا نمضي اكثر من منتصف حياتنا في هذه المناسبات من المفروض ان نستفيد من الناس الموجودة ، فوجدت ان الموجدين في المناسبة أتوا لعدة أسباب و حل مشكلتي ليست من هذه 
الأسباب

فبدأت بتصنيف أسباب تواجدهم هنا
  
  
و هناك من هم موجودين ظنا ان زواجهم و هو هدفهم الأسمى بالحياة سيتحقق بفضل هذه المناسبات

و هناك من ابتلاه الله أن يكون جزء من هذا المجتمع و إن لم يكن موجودا هنا ستحل عليه مصيبة زعل الماما و العايلة 

و هناك من اظطرته الظروف أن يكون مقرب من صاحب المناسبة فلم يجد لنفسه مخرج غير القدوم

وهناك الشخصية اللطيفة التي فعلا تعتقد أننا كلنا هنا أصدقاءها الحقيقيون

وهاك الشخصية التي تعتقد أنها كل ما شاركت في مناسبات اجتماعية أكثر كل ما زادت قيمتها الإجتماعية ، هذا النوع من الشخصيات لم يسمع بعبارة " عندك فلس تسوى فلس" خشي فلوسج بدل ما تفسفسينهم على هالمناسبات و محد درى عنج

و البعض هنا لأن الله أنعم عليهم بالرزق الوافر و يريدون ان يعرضوا ما لديهم من خلال ما يلبسونه.


انتهى يومي و ذهبت لفراشي لأشكوا لمن فعلا سيحل مشكلتي و حملت الجهاز و قلت " هاي حبي" قلتها للاب توب و بدأت بكتابة مشكلتي  أعتقد إنني إذا رأيتها أمامي خارج رأسي سأعرف كيف أحلها.

نحن كبشر نخاف الوحدة و دائما نبحث عن أناس نملأ بهم يومنا و نظن انه كل ما زاد عددالناس حولنا كل ما واجهنا الحياة بقوة أكبر  
يقول الله تعالى : " و لا تزر وازرة وزرة أخرى" إذا كان الله سياحسب كل شخص بذاته فإن الله لن يجعل شخص في مشكلة إلا و جعل حل هذه المشكلة بيد الشخص نفسه.

هناك أناس متخصصون في أمور تستطيع الوصول لهم و الإستفادة من إكتشافاتهم ، إلا أن سائر الناس الذين يمرون بك يوميا هم إما موجودين لتسليتك أو لتسفيد من خبراتهم في الحياة

لكن لا تكون غايتك من تجميع الناس حولك الخوف من مواجهة الحياة وحدك ، فمهما كثر الناس حولك ستظل تواجه الحياة وحدك.


و لكل قاعدة استثناء

No comments: