على هامان ...... يا دمشق

في المسرحية الهزلية " على هامان يا فرعون "، كان دور الفنان عبد الحسين عبدالرضا في احد المشاهد أن يسقط التهمة الموجهة لمعزبة الفنان سعد الفرج، فاستخدم اللغة العربية للتحايل على السامعين و اخذ يردد انه ما من سرقة، و مسك دفتر و قال هذا الشيئ لزوم الشيئ اعلاه و هذا الشيئ لزوم لزوم الشيئ اعلاه، و إستطاع بحيلته اللغوية ان يبرئ معزبه من اي ذنب.

في القمة العربية هذه السنة إستطاعوا تجميد كل المشاكل و ترحيلها إلى إشعار آخر ، فليس لدى العراق مشاكل، وليس لدينا مشاكل مع المفاعل النووي في إيران و و و إلخ، كل ما في الامر ان الرئيس بشار الاسد وقف على المنبر و كرر حيلة الفنان حسين عبدالرضا ، و أخذ يردد بالفم المليان الامة العربية و المواطن و باقي الكلام " اللي ماخذين خيره" هذه الحيلة ليست بالجديدة على الرئيس، فسوريا و العراق تحتل المركز الاول في إستخدام اللغة العربية للتمويه و للتستر على بلاويها ، فإسم الحزب العربي البعثي الإشتراكي من صنع سوريا و هيبة إسمه اكبر من حقيقة

في الكويت لم يستطيعوا إستغلال هذه الحيلة جيدا و إستغلوا جزء واحد منه و " وكدوا" حتى تصدع و بانت عيوبه ،الحيلة ان تضع كلمة سوف أمام كل ما تتمناه، فظاهر الجملة يخبرك بجدية الرجل و بناءه للدولة ، اما باطنها ترى من خلاله ببغاء تردد الكلام على كرسي.

النائب على الدقباسي و هو من نواب المطالبين بإسقاط القروض، فهم الحيلة و سار على خطى درب سوريا و العراق لتحقيق غاياته ، وبفطنته و بحنكته الماهرة غدا لسانا عربيا ناطقا ، حين تسمعه تشل حواسك كلها إلا من مسمعك و يطربك كلامه ، لكن عندما يتوقف و تجد نفسك لوحدك في غرفة التصويت تسقط العصبة من عينك و ترى الواقع على حقيقته " الدقباسي تعيش و تاكل غيرها "

تقول الحكومة السورية بألسنتها العربية الفصحة أنها كانت و لمدة عام كامل تقاوم الضغوطات الخارجية للتدخل في لبنان، و تقول أعيننا البصيرة ان الحكومة السورية و لعام كامل تقاوم الضغوطات لعدم التدخل في سياسة لبنان، و تبقى لبنان بلا رئيس!